منذ افتتاح قناة السويس سنة ١٨٦٩ اتخذت موقع فريد في التجارة العالمية و تقريب الشرق و الغرب ،وظلت محتفظة بهذه المكانة طوال ١٥٠ عام هو عمر القناة مؤخرا ظهرت مجموعة مشاريع لمسارات بديلة للقناة هنستعرضها و نشوف مدى تأثيرها على القناة
Red-Med اولا : الخط الإسرائيلي
في إطار مبادرة الحزام والطريق قامت الصين و اسرائيل بتوقيع اتفاق لإنشاء خط سكك حديدية عالي السرعة بطول 354 كم تقريبا ليقوم بنقل البضائع بين ميناء إيلات على البحر الأحمر وميناء أشدود على البحر المتوسط والذي يعرف باسم خط ميد-ريد ويمكن من خلاله نقل البضائع على السكك الحديدية من ميناء ايلات لميناء اشدود على خط سكك حديدية مزدوج عالي السرعة حيث من المقدر أن تتراوح من 225 كم-305 كم في الساعة على أن يتم نقلها ميناء بيريوس الصيني باليونان بالإضافة لاختيار شركة صينية لبناء ميناء اشدود الجديد على البحر المتوسط بتكلفة تبلغ حوالي 930 مليون دولار.
وبتحليل عنصر التكلفة والوقت والسعة لخط ميد-ويد الإسرائيلي في ظل شح المعلومات نجد أنه طبقا لبعض التقديرات فإن تفريغ وشحن وتحميل سفينة حاويات واحدة سعة 8000 حاوية 20 قدم (وهو يعد حجم صغير مقارنة بأحجام سفن الحاويات الاحدث ذات السعة 18000 حاوية ) يستغرق قرابة ال70 ساعة بينما يستغرق مرور السفن في قناة السويس حوالي 12-16 ساعة بالاضافة لذلك فان تفريغ سفينة كهذه يحتاج لعدد مهول من القطارات قرابة 132 قطار تعمل على مدار 24 ساعة.
وعلى جانب التكلفة فإنه طبقاً لبعض التقديرات المذكورة في ورقة بحثية صادرة عن الدورية المستقلة للإدارة والإنتاج عام 2017 مستخدمين تقديرات وحسابات تعود لسنة 2014 فإن تكلفة نقل حمولة سفينة سعة 8000 حاوية عبر الخط الحديدي تبلغ حوالي 3 أضعاف نظيرتها في قناة السويس. اضف لهذا كله الاحتياج لميناء عملاق يستطيع استيعاب أعداد من السفن للأنتظار للتحميل والتفريغ وما يستتبعه من ساحات تخزين وهو ما لا يتوفر في ميناء إيلات نظرا للطبيعة الجغرافية للميناء وكذلك ميناء أشدود الجديد الذي تبلغ سعته 2.16 مليون حاوية سنويا .
بالإضافة لما سبق فإن نسبة سفن الحاويات من إجمالي السفن العابرة لقناة السويس حوالي 32% يليها ناقلات البترول بنسبة 26% واخيرا سفن البضائع الصب بنسبة تبلغ 19% من اجمالي 18174 سفينة عبرت القناة في 2018.
ومن ثم فاننا نرى ان الخط الاسرائيلي ميد-ويد لن يكون ذو تهديد كبير على تنافسية وجاذبية قناة السويس لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه قد يشكل تهديد جزئي.
