التنين في أعالي النيل …دور الصين في تمويل وبناء سدود اثيوبيا
اتكلمنا قبل كدة عن مبادرة الحزام والطريق و سياسات فخ الديون الصينية اللي تعتمد على منح الدول الأفريقية الغنية بالموارد أو ذات الموقع الإستراتيجي قروض كبيرة وميسرة مقابل تمويل مشاريع بنية تحتية غير ذات جدوى تقوم بها شركات صينية و عادة الدول دي بتعجز عن سداد القروض و يتم تهديدها إما الدفع أو الحجز على أصول الدول دي و في النهاية الدول الأفريقية بتتحول لدول تابعة للصين سياسيا و اقتصاديا .
النهاردة هنتكلم أكتر عن دور الصين في إثيوبيا عموما وفي مشاريع السدود الإثيوبية. الصين هي الشريك التجاري الأكبر والمستثمر الأكبر في إثيوبيا اللي الناتج المحلي الإجمالي بتاعها حوالي 80 مليار دولار و ديونها الخارجية تتراوح في حدود 24 مليار دولار أكتر من نصهم مديونية للصين. جزء كبير من الديون دي نتيجة تمويل مشاريع بنية تحتية زي مشروع القطار الخفيف و دة تكلفته 475 مليون دولار والطريق الدائري اللي كلف 68 مليون دولار و مشروع خط السكة الحديد بين إثيوبيا و #جيبوتي اللي اتكلف 3.4 مليار دولار إثيوبيا اللي تعاني من أزمة طاقة كبيرة جدا تقريبا 40% من المواطنين معندهمش كهربا قررت تعمل خطة طويلة المدى لاستغلال الطاقة المائية لتوليد الكهرباء و تصديرها و ده من خلال إنشاء مجموعة كبيرة من السدود أشهرهم طبعا سد النهضة , العديد من المؤسسات الدولية زي البنك الدولي و البنك الأوروبي للتنمية كانت ترفض تمويل مشروعات السدود دي وجزء من الرفض دة نتيجة الضغوط الدبلوماسية المصرية منعا الإضرار بحصة مصر المائية .لكن الصين اللي هي أكبر ممول لبناء السدود في أعالي النيل وليها مشاريع سدود في حوالي 22 دولة إفريقية بما فيها دول حوض النيل دخلت في تمويل و إنشاء السدود في إثيوبيا و من بين 6 سدود في خطة إثيوبيا طويلة الأجل 5 منهم بتمويل و دراسة صينية مش بس كدة لكن الصين سنة 2019 تولت مهمة إنجاز الأعمال الإنشائية لما قبل التشغيل لسد النهضة بعد لما حصل تأخير كبير في بناء السد و كمان فرع الصين لشركة فويث هي اللي هتورد معدات التشغيل و إنتاج الطاقة الكهرومائية . بجانب ده الصين منحت إثيوبيا قرض قيمته 1.2 مليار دولار لإنشاء شبكة توزيع الكهرباء الناتجة من السد و اللي تنفذه شركة صينية حكومية بردو.بالإضافة لما سبق فالصين مولت و العديد من مشاريع السدود والطاقة الكهرومائية في إثيوبيا نذكر منها سد تيكيزي و سد جيبي 3 و جيبي 4 واميرتي نيشي و سدود تانية في مرحلة التخطيط , و الإنشاء زي سدود جينالي داوا 3 و شيموجا يدا و هاليلي ورابيسا .الغريب إن بعد ده كله نلاقي ناس في بلدنا تتهم دول زي الولايات المتحدة اللي بترعى المفاوضات و داعمة للموقف المصري بالتآمر على مصر و مصالحها و تغض الطرف عن الصين و سياساتها الإمبريالية و سيطرتها على أعالي النيل و افريقيا .
